وأوضحت الجماعة في بيان نشرته على منصات التواصل الخاصة بها أن أحد المختطفين هو رجل أعمال مصري يشتبه في تعاونه مع سلطات باماكو، مطالبة بدفع فدية قدرها 5 ملايين دولار لإطلاق سراح الثلاثة معًا. ووصفت العملية بأنها "ضربة لداعمي الاحتلال الروسي"، في إشارة إلى التعاون الأمني بين حكومة مالي وقوات "فيلق إفريقيا" التابعة لموسكو.

ويأتي هذا الحادث بعد أيام من اختطاف مصريين اثنين على طريق سيغو - باماكو شرقي العاصمة المالية. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات المالية أو السفارة المصرية، لكن مصادر دبلوماسية أكدت تلقي إشعار بالحادث وبدء عمليات البحث الأولية.

وتشهد منطقة الساحل الإفريقي تصاعدًا في أعمال الجماعات المتشددة، حيث أدت عمليات الحصار الاقتصادي التي تفرضها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على باماكو إلى نقص حاد في الوقود، وإغلاق المدارس والجامعات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تصل إلى 200%.

وتسيطر الجماعة على نحو 80% من إنتاج الذهب في منطقة كايس، فيما تتزايد حوادث حرق الشاحنات واختطاف السائقين، وفق تقارير محلية. وفي الأشهر الأخيرة، سجلت مالي سلسلة من عمليات الاختطاف تستهدف الجنسيات الأجنبية لتمويل أنشطة الجماعات المسلحة، شملت 5 هنود قرب كوبري غربي باماكو، و4 صينيين في مناطق تعدين كايس، وإيرانيًا واحدًا قرب العاصمة، ومبشرًا أميركيًا في نيامي بالنيجر.

وأدت هذه الحوادث إلى حالة تأهب وتحذيرات دولية، حيث حثت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا مواطنيها على مغادرة مالي فورًا، مع إغلاق جزئي لسفاراتها.

وحذر محللون من أن استمرار هذه الحملة قد يؤدي إلى سقوط سلطات باماكو، خاصة مع اعتماد الحكومة المالية على دعم روسي محدود. وأفاد مركز "سوفان" للاستخبارات أن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" تسيطر الآن على مساحات واسعة شمالي وغربي مالي.

وفي السياق نفسه، دعت منظمة العفو الدولية إلى تعزيز التعاون الإقليمي العاجل لمواجهة هذه التهديدات، محذرة من أن منطقة الساحل على حافة كارثة إنسانية مع وجود أكثر من 440 ألف نازح داخلي.