حياتنا والقرارات.. أين الخطأ؟!

حياتنا والقرارات.. أين الخطأ؟!
حياتنا والقرارات.. أين الخطأ؟!

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حياتنا والقرارات.. أين الخطأ؟!, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 03:01 صباحاً


في الحياة تتنازعنا الكثير من القضايا، وتحيط بنا المفاهيم لتشكل وعينا اليومي قصير المدى جنبا إلى جنب مع ذلك المتعلق باستراتيجياتنا متوسطة وبعيدة المدى. ولا شك بأن أكبر فارق يمثل عنصر النجاح الأساسي بعد التوفيق من الله يتمثل في حسن أو سوء اتخاذ القرار.

ويعتبر اتخاذ القرار السليم مطلبا بشريا لم يتوقف البشر يوما عن السعي إليه ومحاولة فهم أبعاده وكيف يمكن اتخاذه! لقد عاش أفراد كثر على امتداد التاريخ وهم ينتقلون من حالة اتخاذ قرارات خطأ إلى أخرى من دون توقف، فأين يكمن الخلل؟

بوجه عام، يعتبر الخلل المتعلق بعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة في الحياة متعلقا بدرجة أساسية بحجم وعي الإنسان، ومدى امتلاكه للمعرفة، وحقيقة ونوع وجودة التجارب الحياتية التي تعرض لها.

وفي أغلب الأحيان، سنجد أن القاسم المشترك بين الذين يحسنون اتخاذ القرارات في حياتهم هو امتلاكهم لممكنات شخصية ذاتية عالية تكمن في قدرتهم على التحليل الجيد والعميق من جهة والمبني على الواقعية وليس العاطفة، ومن جهة أخرى شجاعتهم في مواجهة مصاعب الحياة، بينما سنجد متخذي القرارات غير السليمة يميلون إلى النظر إلى الأمور من منظور عاطفي أكثر، ويتأثرون انفعاليا، ويركزون في نظرتهم للأمور على رأي المجتمع، وقيمة التقليد، وهي لا شك قيمة لا يمكن أن تنتج الصواب دائما، فليس كل ما نراه صحيحا لنقلده.

من هنا يبرز أمامنا السبب الذي ينقلنا إلى فهم مدى حاجة الأفراد إلى تعديل سلوك التفكير، وتغليب العقل والمنطق على الحالة الانفعالية، وتحسين القدرة على الاستفادة من المعرفة المكتسبة بالتركيز على نوع المعرفة الذي يجب أن يكون متعلقا بتنمية العقل والفكر عند الفرد، متبوعا بقدرتنا على تحليل المواقف الحياتية التي عايشناها، والتجارب التي تعرضنا لها من منظور يقوم على فهم تلك التجارب ومعرفة الإيجابي والسلبي منها، والقدرة على تفكيكها للوصول إلى فهم منهجي علمي لها لنستطيع أن نستلهم منها ما يمكن الاستفادة منه على مستوى اتخاذ القرارات.

اتخاذ القرار إذًا يتطلب رغبة في فهم أسس هذه العملية المعقدة بعض الشيء، مضافا إليه قدرة الفرد على تقييم مسيرته على مستوى اتخاذ القرار، ووضع ملامح تلك المسيرة موضع النقد الذاتي، وتقبل آراء الآخرين النقدية الإيجابية، والعمل على فهم خصوصية الفرد نفسه فيما يتعلق بظروفه الحياتية التي تحكم قضية اتخاذ القرار، والبعد عن اعتبار عملية اتخاذ القرار السليم واحدة من مظاهر التقليد، لأن كل حياة تمتلك خصوصيتها النادرة في جوانب منها.

hananabid10@

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أبناؤنا ونوعية الأكل والرياضة 
التالى رغم اكتمال 70% من البناء.. التيار الكهربائي يغيب عن مخطط ولي العهد 9 (المروج)