بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين
دعا رئيس الجمهورية العماد جواف عون الولايات المتحدة الأميركية إلى الضغط على اسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية.
وطلب عون من قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الاميرال براد كوبر، خلال استقباله له أمس في قصر بعبدا في حضور السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، تفعيل عمل لجنة الاشراف على وقف الاعمال العدائية (MECHANISM) لتأمين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر نوفمبر الماضي لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي التي تحتلها، وإعادة الاسرى، بحيث يتم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، خصوصا ان هذه الخطوات تساعد في تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة حصرية السلاح في ايدي القوات المسلحة اللبنانية، لاسيما ان مجلس الوزراء رحب بالأمس بالخطة العسكرية التي وضعتها قيادة الجيش لهذه الغاية.
بدوره، أعرب الاميرال كوبر خلال اللقاء عن سعادته لوجوده في لبنان، مشيدا بالعمل المميز الذي يقوم به الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب وفي الأراضي اللبنانية كافة، مؤكدا استمرار الولايات المتحدة الأميركية في تقديم المساعدات اللازمة في مختلف المجالات لاسيما منها دعم الجيش بالعتاد والتدريب، بالتنسيق بين الإدارة الأميركية والكونغرس.
وأشار إلى ان لجنة Mechanism ستعقد اجتماعا للبحث في الوضع القائم في الجنوب والعمل على تثبيت الاستقرار فيه من خلال استكمال تنفيذ مضمون اتفاق نوفمبر الماضي.
هذا ونجحت السلطة السياسية في الإيفاء بالتزاماتها الخارجية لجهة حصر السلاح بيد الأجهزة الأمنية اللبنانية الشرعية، وتفادت في الوقت عينه الدخول في مواجهة داخلية مع الطرف المعني «حزب الله» المدعوم من شريكته في «الثنائي الشيعي» حركة «أمل».
كما نجحت أيضا في تكريس استمرارية المؤسسات بحماية الحكومة من الاهتزاز، والتأكيد على المضي في عملها مؤسسة وطنية تعمل في سبيل الخدمة العامة، مع تكريس حق الاختلاف والاعتراض والانسحاب من الجلسات من ضمن اللعبة السياسية، ومن دون إسقاط الحكومة وتعريض الاستقرار السياسي والثقة الدولية والعربية بلبنان للاهتزاز.
وإذا كان معجم اللغة العربية واسعا وزاخرا بمفرداته، فهو أمن مساحات تلاق بين مكونات السلطة في البلاد، بنيل كل منهم ما يريده عبر المعجم، من دون الإخلال بالتزامات الدولة اللبنانية مع المجتمع الدولي. وقال مصدر وزاري لـ«الأنباء»: «موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري المرحب فور إقرار خطة الجيش في مجلس الوزراء، قطع الطريق على أي محاولة للاعتراض أو استخدام الشارع بهدف إثارة أجواء بلبلة تعرقل مسار تنفيذ خطة حصر السلاح». وأضاف: «بالعودة إلى خطة الجيش، فإن إبقاءها سرية شكل شرطا أساسيا لنجاحها، وفي الوقت عينه كان المخرج الذي تم التوصل اليه في الساعات الأخيرة التي سبقت جلسة مجلس الوزراء، بما يؤمن القبول بالسير فيها. وقد سرب على أنها تقوم على خمس مراحل تبدأ الأولى من جنوب الليطاني وهي الأطول زمنيا على مدى ثلاثة أشهر لتتم المتابعة، إلى شمال الليطاني ثم بيروت والبقاع وبقية المناطق». وتابع المصدر: «تشكل المرحلة الأولى الركيزة الأساسية، والتي ستترجم بتسلم الجيش زمام الأمور في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع القوات الدولية، لتصبح خالية من أي سلاح سواء من الأطراف اللبنانية أو الفصائل الفلسطينية في المخيمات، ما يعزز الثقة بقدرة الدولة اللبنانية على فرض سيطرتها على كامل أراضيها». وأشار إلى «ان نجاح خطة الجيش في الأشهر الثلاثة المقبلة يجب ان يقترن بانسحاب إسرائيلي، وهذا ما يعول عليه، سواء لجهة إجراء الاتصالات سواء من خلال لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، والتي تعقد اليوم اجتماعا مهما بحضور الوفد العسكري الأميركي برئاسة قائد المنطقة الوسطى ترافقه الموفدة مورغان اورتاغوس، أو لجهة التحرك اللبناني الرسمي باتجاه عواصم القرار لإبقاء حرارة الاتصالات محركا لدفع اسرائيل نحو الانسحاب من المواقع الحدودية المحتلة، وضمان نجاح المراحل التالية، حيث ان فرض الجيش اللبناني لسلطته المطلقة في جنوب الليطاني يسحب كل الذرائع الإسرائيلية لاستمرار الاحتلال».
في حين قال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ان «معالجة حصرية السلاح لا تتم بالسرية بل بالمكاشفة والصراحة». وتابع في مناسبة حزبية في منطقة الشوف: «على علمنا تحدث البيان الوزاري عن استراتيجية دفاع وطني، فأصبحنا أمام ورقة أميركية يجب أن تقرها الحكومة. وعندما فعلت ذلك قالوا إنها لم تقرها بل أقرت أهدافها وإنها لا تنجز الورقة إلا بعد الحصول على جواب من الطرف الآخر المعني بها».وتابع: «نؤيد الحكومة في قرار حصرية السلاح. المهم أن توضع سياسة وطنية حكيمة لحماية لبنان والمحافظة على سيادته ولنطبق مفهوم الدولة التي تحمي الجميع وليس المستفزة لجزء من الناس والحامية لجزء آخر.