نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أجلس واقف, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 05:34 صباحاً
أخبرتهم أن كيلها قد طفح، وصبرها قد نفد، ومرارتها قد انفقعت وطالبتهم بمزيد من الرقابة، وأضافت "مو معقول يركب في الدرجة الأولى اللي يسوى واللي ما يسوى وأنا أجلس واقفة ما عندي كرسي!".
ورغم أن المرأة محقة في طلبها، إلا أنني لم أكن أتمنى استخدام تلك العبارة الفوقية؛ لأن اختيار درجة الركوب يكون وفق معطيات وظروف كل شخص، ولا شأن له بقيمته الإنسانية، إضافة إلى أن منظومة المترو قائمة على أكمل وجه تنظيما وانضباطا، وما يحدث فيها من مشكلات هو نادر واستثنائي.
استمرت المرأة بالشكوى وعلا صوتها حتى صار نشازا وسط تجاهل الركاب وانشغالهم بجوالاتهم، أما أنا "فجلست أفكر" في معنى قولها "أجلس واقفة"!!
كان الله في عونك أيتها العربية!
اتصل حكيم برجل وقال له: ماذا تفعل؟
أجاب: قاعد أمشي، وأنت؟
رد الحكيم: أمشي قاعد.
قال الرجل: أتستهبل وأنت الحكيم؟!
قال: لا، إنني أمزح، لكني بت أخاف على اللغة العربية من أن تتبدل مرادفاتها وتتغير دلالاتها، فتبكي في زاوية وأنا فيّ من البكاء ما يكفيني.
هنيئا لك نعمة المشي، ففيه مفعول يوازي مفعول المهدئات!
قال الرجل: ويخفف الوزن أيضا؟
رد الحكيم: لا، فإن تراكم الشحوم وتكدس الدهون لا يخففها إلا أن تغلق فمك أمام سيل الوجبات العارم، سمعت ذلك من أخصائية حسناء يقال لها نيرفين، وقد أصابت كبد الحقيقة.
فقال الرجل: إذاً، فلعلك تضيف إلى الكبد تاء ليصبح كبدة شهية.
ثم إن الزحام في المترو قد بلغ ذروته، وبدأت أتعرض للخبطات ممن يمر بجانبي دخولا أو خروجا؛ فهذا يضرب كتفي وذاك يصيب أنفي، وثالث يدعس على قدمي أو يشد شعري أو ...، وهنا أدركت معنى "أجلس واقف" لكني حمدت الله أنني - على الأقل - من الفئة "اللي تسوى".
