الإبداع والإتقان في خدمة ضيوف الرحمن

شهد الأسبوع الماضي صدور التقرير السنوي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 لعام 2024، والذي استعرض نشاطات ومنجزات منظومة خدمة ضيوف الرحمن ومبادراتها النوعية التي أسهمت في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار.

وقبل الحديث عما حمله التقرير من نتائج إيجابية وأرقام قياسية فلا بد من وقفة أمام العوامل التي ساهمت في تحقيقها، وأبرزها الإبداع والإتقان في العمل، فلم يكن البرنامج واضعا لخطط وبرامج وموجها القطاعات الحكومية بالعمل على تنفيذها، لكنه عمل على تقديم برامج وخدمات بصور إبداعية تواكب متطلبات الفترة، وإتقان يتوافق معها.

فكانت أولى الخطوات التعرف على المعوقات التي تواجه المعتمرين والزوار بشكل مباشر، من خلال تنظيم زيارات خارجية بلغت نحو 33 زيارة، بمشاركة الجهات العاملة في منظومة خدمة ضيوف الرحمن من القطاعات الحكومية والخاصة، فتواجدت شركات الطيران، وشركات تقديم خدمات الحج والعمرة، وعمل الجميع على تذليل العقبات التي تواجه قدوم المعتمرين والزوار، فجاءت النتائج حاملة العديد من الحلول العملية التي عززت التعاون، وأزالت العقبات وفتحت الوجهات الدولية فزادت السعة المقعدية لنقل المعتمرين والزوار، فضلا عن تسهيل الإجراءات التي أزالت المعوقات وفتحت مجالات أوسع، فعمل الجميع بلغة وروح الفريق الواحد.

أما التقرير وما حمله من نتائج إيجابية يفخر بها الجميع، فقبل الحديث عنها هناك وقفة يقول مضمونها «لنتحدث بلغة الواقع، ونبتعد عن المبالغة»، وهذا ما قرأناه في الأرقام المسجلة، التي أشارت إلى أن عام 2024 شهد قدوم أكثر من 18.5 مليون حاج ومعتمر من الخارج، من بينهم 16.92 مليون معتمر، متجاوزين مستهدف العام، وبنسبة نمو بلغت 101% مقارنة بعام 2022، وتنفيذ 89 مبادرة متنوعة بالتعاون مع أكثر من 40 جهة حكومية، محققة نسبة امتثال بلغت 95%، في إطار منظومة متكاملة تغطي جميع مراحل رحلة ضيوف الرحمن، من النقل وتسهيلاته، إلى أداء المناسك، وصولا إلى إثراء التجربة الثقافية بزيارة المواقع التاريخية والأثرية.

واستقبال الروضة الشريفة أكثر من 13 مليون زائر خلال عام 2024، مقارنة بـ4 ملايين في عام 2022، وارتفعت نسبة رضا الزوار من 57% إلى 81%.
وبلوغ عدد المتطوعين أكثر من 153 ألف متطوع خلال عام 2024، متجاوزا مستهدفات العام ذاته في قفزة نوعية، بعد أن كان عددهم في عام 2022م لا يتجاوز 15 ألف متطوع.

وساهم تطوير المنصات الرقمية في توفير خدمات رقمية لضيوف الرحمن، حيث وفرت منصة «نسك» أكثر من 100 خدمة للمستخدمين.

فيما خدمت مبادرة «طريق مكة» التي انطلقت عام 2017 بـ1500 حاج، أكثر من 940 ألف حاج من 7 دول، وقدمت مراكز «نسك عناية» التابعة لوزارة الحج والعمرة، والمنتشرة بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة خدماتها لنحو 3 ملايين مستفيد.

وإن اختُتم التقرير بالإشارة إلى أن ما قدم من خدمات وتحقق من منجزات يأتي امتدادا للدعم الكبير الذي تحظى به خدمات الحجاج والمعتمرين والزوار من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ، وتضافر الجهود، وسلاسة الإجراءات، التي ساهمت في ارتفاع النسبة، إضافة لدخول الخدمات الالكترونية بجميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة، وحرص القطاعات الحكومية والأهلية على دراسة تقارير أدائها دراسة متعمقة ترصد فيها السلبيات المسجلة قبل الإيجابيات المحققة.

وختاما، فإن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، لم يكن برنامجا عاديا يتم تنفيذه وفقا لخطة وضعت، لكنه برنامج حمل المصداقية في محتواه، ووجه رسائل مضمونها «إذا أردت تطوير عملك ونجاحه، فعليك الالتزام بالصراحة والوضوح في الأرقام، فهما الرسالة الحقيقية لتطوير الأعمال».

فشكرا للقائمين على البرنامج، وشكرا لجهودهم الملموسة.